ريفي ـ الأحدب.. هل يجمعهما “تحالف المصالح الإنتخابية” في طرابلس؟
كشفت أوساط مطلّعة لـ”أحوال” أنّ مشاورات التحالف إنتخابياً في طرابلس بين الوزير السّابق أشرف ريفي والنّائب السّابق مصباح الأحدب تجري بشكل أو بآخر، وأنّ تعاون الرجلَين في الإستحقاق الإنتخابي المقبل مع مرشّحين آخرين في دائرة الشّمال الثانية، التي تضمّ طرابلس والمنية والضنّية، يجري التباحث حوله، برغم التباعد بين الرجلَين في المواقف السّياسية، وعدم إنسجامهما في مقاربة الملفات والقضايا القائمة.
وينطلق تحالف ريفي ـ الأحدب، في حال كُتب له أن يبصر النّور، من قاعدة أنّ إمكانية تحالفهما أو تحالف أحدهما مع واحد من الأطراف الثلاثة الرئيسية في طرابلس، تيّار المستقبل أو الرئيس نجيب ميقاتي أو النّائب فيصل كرامي، الذين فازوا مع حلفائهم في دورة إنتخابات عام 2018 بمقاعد المدينة الـ8 ومقاعد الدائرة الـ11، غير وارد، ولأنّ الحسابات والمصالح الإنتخابية وحدها، تدفعهما إلى التحالف ضمن لائحة واحدة بهدف تأمين حاصل إنتخابي أو أكثر للائحة، ويؤمّن لأحدهما أو كليهما الفوز.
في دورة إنتخابات عام 2018 لم يكن ريفي والأحدب في لائحة واحدة، إذ ترأس ريفي لائحة “لبنان السّيادة” وحصل حينها على 5931 صوتاً تفضيلياً، لكنّ ضعف الأعضاء الآخرين في اللائحة الذين لم يتمكن أغلبهم من تجاوز عتبة 650 صوتاً تفضيلياً، جعل اللائحة تعجز عن تأمين حاصل إنتخابي، ليكتشف ريفي حينها بعدما تفاجأ بالأرقام التي حصل عليها، وهو الذي كان يتوقع رقماً أعلى ينافس فيه زعماء ونوّاب المدينة، أنّه لا يمكنه لوحده الوصول إلى هدفه المنشود، برغم أنّه شكّل رافعة للائحة.
الأمر ذاته تكرّر مع الأحدب في لائحة “القرار المستقل” التي تحالف فيها مع مرشّح الجماعة الإسلامية وآخرين، إذ كان أغلب أعضائها ضعفاء ولم يتجاوز جميعهم حاجز 325 صوتاً تفضيلياً، باستثناء وسيم علوان مرشّح الجماعة الإسلامية الذي حصل على 2000 صوت تفضيلي، وهو رقم عكس تراجع الجماعة في مدينة تعتبر إحدى أبرز مناطق حضورها الشّعبي في لبنان، إلا أنّ المفاجأة حينها تمثلت في حصول الأحدب على رقم متواضع بلغ 908 أصوات تفضيلية فقط، برغم فوزه 3 مرّات متتالية عن أحد المقاعد السنّية الخمسة في طرابلس بالإنتخابات النّيابية في دورات أعوام 1996 و2000 و2005.
إستناداً إلى تلك التجربة، وجد ريفي والأحدب بعد قراءة متمعنة في أرقام ونتائج دورة عام 2018، أنّ مصلحتهما تقتضي التعاون معاً ومع آخرين، وأنّه إذا أحسن الطرفان التحالف مع مرشّحين آخرين، سواء من طرابلس أو المنية أو الضنّية، وأنّ هذه الأسماء يحظى أصحابها بحضور شعبي معقول نسبياً، فإنّ “تجميع” هذه الأصوات مع بعضها سيؤمّن بلا شك حصول لائحة ريفي ـ الأحدب بارتياح على حاصل إنتخابي، في مدينة طرابلس تحديداً، مستغلين تراجع نفوذ وحضور تيّار المستقبل في المدينة، وفق ما تشير أغلب إستطلاعات الرأي، وهو تراجع يجد ـ ريفي والأحدبـ أنّهما أولى من سواهما بقطف ثماره لمصلحتهما.
ومع ذلك، فإنّ تحالف ريفي ـ الأحدب، إذا ما أُنجز وأبصر النّور، لا يكفي لوحده في تأمين حصول لائحتهما المرتقبة على حاصل إنتخابي (كان الحاصل الإنتخابي في دورة الإنتخابات السّابقة في دائرة الشّمال الثانية 13311 صوتاً تفضيلياً)، ما يعني أنّ الواقع يفرض عليهما البحث عن مرشّحين وأطراف لهم حضورهم لتحقيق هذا الهدف، برغم أنّ مصادر سياسية متابعة إستبعدت لـ”أحوال” إمكانية التحالف الإنتخابي بين ريفي والأحدب، لأنّ “نقاط الإختلاف بينهما أكثر من نقاط التوافق”.
من بين هؤلاء المرشحين المفترضين تبرز الجماعة الإسلامية التي تحالف معها الأحدب في دورة الإنتخابات السّابقة، وطرحت تساؤلات حول ما إذا كان بالإمكان ضمّها إلى تحالف ريفي ـ الأحدب في الإنتخابات المقبلة، وهو إنضمام يبدو ممكناً من النّاحية النّظرية، إلّا أنّه عملياً ينتظر حصول تواصل وتوافق بين هذه الأطراف، وأن تجد لها مصلحة في تحالفها إنتخابياً.
هذه المصالح كان عبّر عنها مسؤول العلاقات العامّة في الجماعة الإسلامية بطرابلس محمود موسى، الذي كان حدّد قواعد التحالفات الإنتخابية التي يمكن أن تعقدها الجماعة مع جهات وشخصيات لبنانية أخرى، إنطلاقاً من أنّ “كلّ تحالف له نتائجه الإيجابية والسلبية؛ ومن هذه القواعد التلاقي على ملفات معينة بغضّ النّظر عن خلافات على ملفات أخرى، وأن يكون التلاقي إنتخابي بحت، وبهدف حفظ البلد من نتائج قد تكون أكثر كارثية، وأن يكون التحالف مع الجهات التي تُكنّ العداء للمشروع الصهيوني”.
عبد الكافي الصمد